أي أنه نشأ في بيت مجاور للفصيح ، وهو قديم وقد استخدم في الغناء فارتكزت عليه معظم المقامات . وأول من نطق به هم أهل (واسط) وأول بيت منه قاله بعضهم:
والموال يتبع أحد بحور الشعر وهو (البسيط) وانه من الفنون التي لا يلزم فيها مراعاة قواعد اللغه العربية من إعراب أواخر الكلمات، بل انه يطرأ عليه اللحن، ويجوز فيه استعمال الألفاظ الجارية في تخاطب العوام من الناس لفظاً وخطاً ،
واختلف في سبب تسميته بهذا الاسم، فقيل سمي به لموالات قوافيه(الطرب عند العرب) بعضها ببعض، وقيل سمي بذلك لأنه أول من نطق به: موالي بني برمك، وكان أحدهم إذا نطق به ونعى مواليه قال: ياموالياً، وهذا هو الأصح.
والموال أول ما بدأ النظم به على أربعة أشطر دون الالتزام بوحدة القافية ولكن مع مراعاة الوزن، وهو نموذج منه قاله في أوائل القرن السادس مزكلش أخ الزاهد أبي بكر عبدالغني بن شجاع البغدادي المعروف بابن نقطة المتوفي سنة 583هـ ومنه:
قد خاب من شبه الجزعة الى درة
وقاس قحبه الى مستحسنه حرة
أنا مغنى وخى زاهد الى مرة
بيرين في دار ذي حلوه وذي مرة
والموال استمر على هذه الطريقة إلى نهاية القرن الثامن الهجري حيث كان يشارك في نظمه فريق من شعراء الفصحى . وأما الموال في القرن الحادي عشر الهجري فقد تنوع الى ثلاثة اقسام:
الأول: يسمى (رباعي) ويتكون البيت من أربعة أشطر يلتزم بوحدة اللفظ في كل قافيتين ، مثل:
وحق يابدر تغريبك وتغريبي
لاتتبع النفس تغريبك وتغريبي
خل المقادير تجريبك وتجريبي
وتنظر التاس تجريبك وتجريبي
الثاني: يسمى (الاعرج) وهو ما يؤلف من خمسة أشطر ، التزم في الشطرين الأولين وحدة اللفظ واختلاف المعنى، وفي الثالث والخامس أيضاً، أما الرابع فقد أفرد بقافية وحدة ، مثال:
قول الشيخ محمد عنوز النجفي المتوفي 1288هـ الشاعر بالغتتين وفيه يخاطب ملا محمود الكليدار سادن الروضة الحيدرية بقوله:
مالي أرى خلتي عني جدمهم كطع
تدري هوايه غوى حبل المودة كطع
ما كان يخطر ولا كلبي يطن وكطع
ان الهوى يا خلك لهل الهوى والرحم
ياريت ذاك الكطع حب المودة كطع
والثالث: يسمى (النعماني) ويتكون البيت من سبعة أشطر تتحد قوافي كل ثلاثة أشطر باللفظ وتختلف في المعنى، واستمر طيلة القرون الثلاثة الأخيرة، مثل:
ياصاح دمعي دفك ما فاد وياكم
كلما تصيحون كلبي يصيح وياكم
انهاكم اليوم عن فركاي وياكم
من حيث جسمي نحل لفركاكم وانضر
من يوم حادي الظعن حث الركب وانضر
خالفت راحات اديه على الحشه وانظر
وينن تميلون روحي تميل وياكم
وهذا التقسيم تلاشى ولم يعد القاعدة الوحيدة فقد نظموا البيت الذي يتكون من ثمانية أشطر، و عشرة أشطر. أما شعراء الموال في العراق فقد نظموا بعد القرن العاشر على سائر الأنواع وتخطوا به إلى أعداد خيالية عند وأضعي الموال، فقد نظموا فيه السبعة والعشرة والثلاثة عشر والواحد والعشرين والخمسة والعشرين والخمسة والأربعين
اتمنى ان ينال اعجابكم
وقال السيوطي ايضاً: موال- بضم الميم وفتح الواو ومخففه وبعد الألف لام مفتوحة على صيغة اسم المفعول - من ولاه يوليه اذا تابعه.
وقيل: موالي - بفتح الميم والواو، وكسر اللام على صيغة الجمع، أو موالياً بزيادة ياء المتكلم، وادغام الياء ولحوق الألف للإشباع، ويحتمل عدم تشديد الياء تخفيفاً .
نظرات شما عزیزان: